يعتبر كل من مصطلح المخاطرة ومصطلح الاستثمار بمثابة مترادفتان والحديث عن الاستثمار الآمن تماماً ما هو إلا خرافة، أي مجال استثماري من أي نوع يحتمل دوماً الربح والخسارة أي أنه ينطوي على مخاطرة ولو بنسبة صغيرة. تسري تلك القاعدة بطبيعة الحال على مجال تداول الأدوات المالية بمفهومه الواسع وتداول الأسهم على وجه الخصوص.
يمكن اعتبار أحد أهم إيجابيات تداول الأسهم عبر الإنترنت يتمثل فيما يسمى آليات إدارة المخاطر، التي يمكن من خلالها تفادي المخاطرة أو بمعنى أصح جعلها مخاطرات محسوبة للحد من احتمالات التعرض لخسائر فادحة. ترى ما هي أبرز مخاطر الأسهم وما طرق تجنبها؟ هذا السؤال المُلح يجيب عنه "يقين" فيما يلي.
أبرز مخاطر الأسهم وأهم أسبابها
تعتمد آلية الاستثمار في البورصة وتداول الأسهم بشكل أساسي على التوقعات المستقبلية بشأن حركة الأسعار، تتأسس تلك التوقعات على المعلومات الموثوقة والتحليلات الدقيقة، من ثم يمكن إيجاز أبرز مخاطر تداول الأسهم في عامل واحد أساسي ألا وهو تحرك السوق في اتجاه مخالف للمتوقع.
يشار هنا إلى أن العوامل المؤثرة على أسعار الأسهم بالغة التعدد، يمكن أن يتسبب واحد أو أكثر منها في إحداث تحرك نسبي أو انقلاب كامل في اتجاه السوق، ينتج عن ذلك ارتفاعاً كبيراً أو انخفاضاً حاداً في أسعار الأسهم، يمكن إيجاز أبرز تلك المؤثرات في النقاط التالية:
معدلات العرض والطلب
تمثل كل من أحجام العرض والطلب العامل الأبرز وصاحب التأثير المباشر على أسعار الأسهم، إذ أن قيمة سعر السهم ترتفع بارتفاع حجم الطلب عليه (الشراء) بينما تتراجع مع زيادة حجم المعروض منها (البيع).
أداء وربحية الشركات
اتصالاً بما سبق فإن ارتفاع معدلات الطلب أو حدوث العكس أي ارتفاع حجم العرض ينتج عن عدة عوامل، يأتي في مقدمتها بطبيعة الحال مستوى أداء الشركة خلال العام المالي وحجم الأرباح التي تحققها، فضلاً عن خططها المستقبلية ومدى جدواها في تقدير المحللين الماليين والمستثمرين أنفسهم.
الوضع الاقتصادي العام
يتأثر اتجاه السوق في مُجمله بالوضع الاقتصادي العام، إذ يميل للتقدم والارتفاع بطبيعة الحال في فترات الازدهار التي تشهد قدر أكبر من الاستقرار، بينما يشهد تراجعاً بنسب متفاوتة في ظل الأزمات والاضطرابات ومثال ذلك تضرر العديد من القطاعات جراء تفشي وباء كورونا العالمي.
الأوضاع السياسية
تنعكس الأوضاع السياسية سلباً وإيجاباً على الوضع الاقتصادي؛ نظراً لتأثر القطاع التجاري والصناعي بالمجريات السياسية سواء الإيجابية منها مثل الاتفاقيات الدولية والقوانين المحفزة للاستثمار، أو النواحي السلبية المتمثلة في النزاعات المسلحة والحروب أو أي شكل من القيود المفروضة على المعاملات المالية.
يُضاف إلى كل ما سبق مجموعة العوامل المرتبطة بالقدرة التشغيلية للشركات والمؤسسات الاستثمارية نفسها، أبرز مثال على ذلك نقص المواد الخام الضرورية لبعض القطاعات أو ارتفاع أسعار الطاقة، قد واجهت نحو 320 شركة ألمانية في منتصف 2021 - حسب بيانات غرفة التجارة والصناعة - نقصاً حاداً في الأخشاب وخام البلاستيك والمعادن، أدى ذلك إلى ارتفاع أسعارها وانخفاض حجم الإنتاج وبالتبعية تراجع الأرباح، تسببت تلك السلسلة من الأحداث في انخفاض قيمة أسهم الشركات المدرجة في البورصة من بينها.
أساليب وقواعد التحوط من مخاطر الأسهم
ينطوي تداول الأسهم بأي من الآليات المتاحة على نسبة من المخاطرة شأنه في ذلك شأن أي مجال استثماري خاضع لمبدأ الربح والخسارة، لكن ما يميز تداول الأسهم عبر الإنترنت بشكل خاص هو تعدد الطرق والأساليب والخصائص التي يمكن الاعتماد عليها في تحييد تلك المخاطر، أو على وجه الدقة التحوط منها والحد من تأثيرها حال التعرض لها.
تعيين نقاط الربح والخسارة
يتميز تداول الأسهم عبر الإنترنت عن أنماط التداول التقليدية بأنه يتيح العديد من الخصائص التي تم تطويرها بالأساس لتقليل المخاطر المحتملة، يتمثل أبرزها في تحديد نقاط الربح ونقاط الخسارة بشكل مُسبق، تلعب تلك الخاصية دوراً فعالاً في حماية الأرباح حال تحقيقها وكذا تحد من الخسائر حال تحرك السوق في الاتجاه المضاد.
يتم الاستناد في تحقيق ذلك على نتائج التحليل الأساسي، يعتبر تعيين هاتين النقطتين بمثابة إدارة آلية للصفقة المفتوحة بما يضمن الاستفادة من أي تغير لحظي في الأسعار وذلك على النحو الآتي:
- نقاط وقف الخسارة: عبارة عن أمر مُسبق يعني الإيقاف التلقائي للتداول وإغلاق الصفقة عند بلوغ الخسائر حداً معيناً، يضمن ذلك الحماية من التعرض للرصيد السلبي.
- نقاط جني الأرباح: تمثل الأمر التلقائي المُعاكس للأمر السابق، أي أنها عبارة عن نقطة محددة بشكل مسبق يتم إغلاق التداول عندها بصورة تلقائية وذلك بهدف الحفاظ على ما تم تحقيقه من أرباح.
تجنب فقدان الهامش
يُدرج فقدان الهامش أو الإغلاق غير المتوقع للمراكز ضمن مخاطر الأسهم المحتملة، يجب التوضيح هنا إلى أن إبقاء الصفقات مفتوحة يتطلب توافر مبلغاً معيناً - يُحدد تبعاً لحجم الصفقة - في رصيد حساب التداول ويُعرف باسم "الهامش"، بالتالي فإن نقصان هذا الرصيد قد يؤدي إلى إغلاق المراكز وخسارة التقدم الذي تم إحرازه.
يمكن تفادي ذلك الشكل من المخاطر بطريقة واحدة وهي التأكد دائماً من تلبية متطلبات الهامش عند البدء في فتح المراكز، يوصى كذلك باتباع ما يلي:
- إجراء معاملات التداول من خلال منصات متطورة تسهل متابعة الأرصدة.
- وضع الهامش المنخفض ضمن معايير اختيار شركات التداول.
- الحرص الدائم على إحداث توازن بين الرصيد في حساب التداول وعدد الصفقات المفتوحة.
الحفاظ على تنوع الأصول المالية
يعد القول المأثور الشائع "لا تضع كل البيض في سلة واحدة" بمثابة أحد الأسس الاستثمارية، يمثل أحد أشكال تجنب مخاطر تداول الأسهم أو أي من الأصول المالية الأخرى، تحديداً ما يُعرف بمصطلح المخاطر المنتظمة للأسهم أو بصيغة أخرى مخاطر السوق، تنتج تلك المخاطر عن مؤثرات الاقتصادية مثل الكساد أو بسبب أي متغيرات سياسية أو غير ذلك.
يعد تنوع الأصول التي يتم استثمار المال بها أحد أبرز سُبل التحوط تجاه تلك المخاطر، حيث يمكن تدارك الخسارة حال تراجع أو حتى انهيار سهم ما أو سوق معين، يمكن تحقيق هذا التنوع والتوازن بعدة أساليب أبرزها ما يلي:
- الاستثمار في قطاعات مختلفة (العقارات، التعدين، الأسهم القيادية.. إلخ)
- الاستثمار في صناعات مختلفة (السيارات، التكنولوجيا، الأدوية.. إلخ)
- الاستثمار في أسواق عالمية متعددة.
قاعدة الواحد في المائة للحَدّ من المخاطرة
تمثل قاعدة الواحد في المائة إحدى أبرز نصائح تداول الأسهم المقدمة من قبل الخبراء، يوصى باتباعها المتداولين اليوميين أو مُتبعي استراتيجيات المدى القصير بصفة خاصة من أجل تجنب مخاطر الأسهم المُحتملة أو الحد من تأثيرها. يُقصد بهذه القاعدة عدم استخدام أكثر من 1% من قيمة رأس المال الموجود في حسابك لعقد صفقة واحدة.
يُعني ذلك أن في حالة امتلاك مبلغ قدره 100,000$ في حساب التداول فيجب ألا يتخطى حجم الصفقة الواحدة 1,000$، بينما يفضل البعض رفع القيمة إلى 2% كحد أقصى. يساعد ذلك على الحد من حجم الخسارة حال وقوعها وكذلك يمنح القدرة على الحفاظ على تنوع الأصول في المحفظة الاستثمارية الذي يعد بدوره من أفضل طرق التحوط.
الاعتماد على المشتقات المالية
تُضاف المشتقات المالية أيضاً إلى أساليب التحوط من مخاطر الأسهم بل أنها أنشأت بالأصل لهذا الهدف تحديداً، تمثل تلك المشتقات مجموعة من الأدوات التي تستخدم على نطاق واسع في عملية تداول العديد من الأصول المالية، وهي عبارة عن عقود مالية تُبرم بين طرفين الصفقة (بائع \ مشتري) وتستمد قيمتها من قيمة الأصل المالي نفسه.
تعد المشتقات المالية من آليات التداول التي لاقت رواجاً كبيراً وانتشاراً واسعاً؛ إذ أنها تعين المتداول على تحقيق العوائد المأمولة وفي ذات الوقت توفر مستوى أعلى من الأمان تجاه تقلبات السوق، تتخذ عقود المشتقات المالية أشكال عديدة أبرزها الآتي:
- العقود الآجلة Forward Contracts.
- عقود مقابل الفروقات CFD.
- عقود الخيارات Option Contracts.
- العقود المستقبلية Future Contracts.
أفضل شركات الوساطة لتداول آمن وفعال
نعرض فيما يلي قائمة أهم وأفضل شركات تداول الأسهم في السعودية، اكتسبت هذه الشركات تلك الأفضلية وحازت على ثقة المتداولين للعديد من العوامل، يأتي في مقدمتها بالطبع أنها مرخصة من قبل أهم هيئات الرقابة المالية حول العالم مما يجعلها موضع ثقة.
يُضاف إلى ذلك تقديم الشركات الكبرى للعديد من التسهيلات وخدمات الدعم، يُضاف إلى ذلك تفعيل العديد من خصائص التحوط تجاه أبرز مخاطر الأسهم المحتملة، مما يضمن التمتع بمستوى أعلى من الحماية وتجربة استثمارية في مُجملها أكثر فاعلية وتفرداً.
مخاطر النصب والاحتيال في تداول الأسهم
يضاف خطر الاحتيال أيضاً إلى قائمة أهم مخاطر تداول الأسهم التي يجب الحذر والتحوط منها، يتخذ الاحتيال في هذا المجال أحد شكلين أولهما هو المفهوم التقليدي للكلمة أي التلاعب بهدف الاستيلاء على الأموال المودعة في الحسابات، أما الثاني يقصد به الحصول على خدمات من قبل شركات التداول رديئة أو أقل جودة مما يجب أن تكون عليه.
النبأ السار هنا هو أن تجنب مخاطر الأسهم من هذا النوع أمراً يسيراً وبسيطاً، يمكن تحقيقه من خلال الحرص على التعامل فقط مع أفضل منصات التداول عبر الإنترنت في السعودية، وانتقاء الشركات التي لها باع طويل بهذا المجال والمرخصة من قبل الهيئات الرقابية المرموقة عالمياً ومن أبرزها:
- هيئة السلوك المالي في بريطانيا (FCA).
- لجنة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC).
- هيئة توجيه أسواق المال (MiFID).
- هيئة الأوراق المالية والاستثمارات في أستراليا (ASIC).
- هيئة الرقابة على الأسواق السويسرية (FINMA).
المخاطر التكنولوجية
لا يمكن بأي حال إنكار تعدد مقومات التميز المتوفرة في التداول عبر الإنترنت، التي كانت سبباً رئيسياً ومباشراً في مضاعفة حجم الإقبال العربي والعالمي على الشركات المالية المقدمة لتلك الخدمة، لكن في المقابل أدى ذلك إلى ظهور نمط آخر من المخاطر التي ترتبط بشكل مباشر بالتكنولوجيا والتقنيات الرقمية.
تشمل تلك المخاطر جرائم الإنترنت مثل محاولات اختراق الحسابات بالإضافة إلى الأعطال والمشاكل التقنية، يمكن التحوط من مخاطر الأسهم من تلك الفئة باتباع ما يلي:
- اختيار شركات الوساطة المعتمدة لمنصات التداول المتطورة مثل منصة MT4.
- التأكد من اعتماد الوسيط على بروتوكولات تشفير متقدمة لتأمين الحسابات والمعاملات.
- تجنب شبكات الإنترنت المشتركة والعامة وعدم التداول إلا من خلال الشبكات المؤمنة.
- امتلاك خطوط إنترنت قوية وسريعة لتفادي سوء أو انقطاع الخدمة أثناء التداول.
هل تحتاج مساعدة لتبدأ تداول الأسهم؟
يرغب الكثيرون في تحقيق الربح من تداول الأسهم واللحاق بمن نجحوا في تحقيق عائدات كبيرة فعلياً من خلالها، لكن عادة ما يُعرقل خطاهم نقص المعلومات أو التخوف من مخاطر تداول الأسهم. دعنا نساعدك في حسم قرارك وإرشادك إلى الطريق الأكثر أمناً لبدء رحلتك الخاصة في هذا العالم، فلا تتردد في التواصل معنا.
يسعد خبراء موقع "يقين" دائماً تقديم الإجابات الكاملة والمستوفاة على كافة الأسئلة والاستفسارات، فضلاً عن تمكينك من تفادي شركات التداول النصابة وتوجيهك إلى البدائل المثلى الجديرة بالثقة، يُضاف إلى ذلك العديد من سُبل الدعم الأخرى التي تضمن لك خوض تجربة تداول خاصة ومتفردة بصورة كاملة.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب واحصل علي استشارة مجانية بكل ما يتعلق بالتداول والاستثمار. تواصل مع يقين احصل علي استشارة مجانية
شارك بتعليق