تشهد أسعار الأسهم حركة دائمة وحالة مستمرة من التذبذب تصل أحياناً إلى التقلبات الحادة سواء ارتفاعاً أو هبوطاً، ينتج عن تلك الحركة ما يُسمى فروق السعر الذي يُترجم في النهاية إلى الأرباح التي يجنيها المتداول، إلا أنها في ذات الوقت قد تكون السبب الرئيسي والمباشر في تكبد الخسائر حال تحركه في اتجاه مخالف للمتوقع.
بناءً على ما سبق فإن أهم الخطوات نحو تداول ناجح وفعال هي معرفة كيف يرتفع السهم وينخفض، والإلمام بمجموعة العوامل التي تؤثر على أسعار السهم، إذ يساعد ذلك في توقع حركة السعر المستقبلية وبالتبعية اتخاذ القرار بالشراء أو البيع، يستعرض موقع "يقين" فيما يلي أبرز تلك العوامل وأكثرها تأثيراً.
العوامل المؤثرة في سعر الأسهم
يبدو سؤال كيف يرتفع السهم وينخفض وما هي العوامل التي تؤثر على السعر بسيطاً في ظاهره، إلا أن الإجابة عليه قد لا تكون بالبساطة نفسها، يرجع ذلك إلى تعدد العوامل المؤثرة في حركة أسعار الأسهم صعوداً وهبوطاً، والتي يُعد التعرف عليها والإلمام بها شرطاً أساسياً للتمكن من احتراف تداول الأسهم.
تتنوع العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم المدرجة في كبرى البورصات العالمية بصورة كبيرة؛ إذ تشمل أداء الشركة نفسها وربحيتها ومعدلات نموها، يُضاف إلى ذلك الحالة العامة للسوق فضلاً عن تأثرها المباشر بالأحداث الاقتصادية والسياسية، يمكن إيجاز أهم وأبرز تلك العوامل فيما يلي:
حجم العرض والطلب
يتصدر العوامل المؤثرة في أسعار السهم معدلات العرض والطلب عليه، تسري تلك القاعدة على الأسهم القيادية البارزة وكذلك أسهم البيني ستوك منخفضة السعر وأي فئة أخرى من الأسهم، يعتمد هذا الأمر على معادلة متناهية البساطة من شقين رئيسيين وهما كالآتي:
- ارتفاع الطلب على الأسهم: يزداد حجم الطلب على شراء الأسهم كنتيجة مباشرة للأداء الجيد أو توقع نموها خلال نطاق زمني معين، يؤدي ذلك بصورة مباشرة إلى ارتفاع القيمة السعرية للسهم.
- ازدياد حجم المعروض من الأسهم: يحدث ذلك حال توقع تراجع مستوى أداء الشركة أو القطاع الناشطة به، يقدم المستثمرين في تلك الحالة على بيع أسهمهم مما يزيد حجم الحصة المعروضة في السوق وبالتبعية ينخفض السعر.
يذكر هنا أن كل ازدياد حجم الطلب على سهم ما أو حدوث العكس يكون ناتج عن العديد من المعطيات، التي تُصنف بدورها ضمن العوامل الأكثر تأثيراً في أسعار السهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، التي سوف نتطرق لها تباعاً بالفقرات التالية.
الحالة الاقتصادية العامة
يبدو هذا العامل من العوامل المؤثرة على سعر السهم بديهياً، إذ أن حالة الازدهار الاقتصادي تنعكس إيجاباً على أداء الشركات وبالتبعية تميل أسعار الأسهم في تلك الأوضاع للصعود، العكس أيضاً صحيح وتعاني أغلب أسهم الشركات من التراجع ولو بنسب متفاوتة في ظل فترات الركود الاقتصادي أو الأزمات بمختلف أشكالها وأنواعها.
أداء وتمويل الشركة
أشرنا سلفاً أن العرض والطلب يمثل أكثر العوامل تأثيراً على أسعار الأسهم بالإيجاب والسلب أو بالأحرى بالارتفاع والانخفاض، يمكن القول بأن هذين الأمرين - أي حجم العرض والطلب - ترتبط بشكل مباشر بالوضع المالي للشركة وتوقعات المستثمرين والمحللين حول مستقبلها.
تلتزم كافة الشركات المدرجة بالبورصة بإصدار تقارير دورية تكشف من خلالها عن وضعها المالي ومستوى أدائها خلال نطاق زمني محدد (ربع سنوي، نصف سنوي، سنوي)، تشتمل تلك التقارير بشكل رئيسي على البيانات التالية:
- الأرباح الأخيرة التي حققتها الشركة.
- قياس الأرباح إلى قيمة الأرباح المحققة بنفس التوقيت من العام السابق.
- حجم التدفقات المالية الحالية.
- توقعات الأداء المستقبلية.
ترتفع أسهم الشركات بطبيعة الحال كلما كانت نتائج التقارير إيجابية إذ أن ذلك يزيد حجم الطلب عليها، العكس صحيح نظراً لأن الأداء المخيب للتوقعات يساهم في إقدام المستثمرين على بيع الأسهم ومن ثم زيادة حجم المعروض في السوق.
الأجواء والأحداث السياسية
إن العلاقة بين السياسة والاقتصاد هي علاقة وطيدة وثيقة الصلة لدرجة انعدام إمكانية فصل أيهما عن الآخر، بناءً على ذلك تكون السياسة أيضاً من أقوى العوامل التي تؤثر على أسعار الأسهم؛ إذ أن البيئة أو المناخ العام الذي تمارس فيه الشركات أنشطتها الاستثمارية - التجارية أو الصناعية - تتشكل في الأساس بأيدي رجال السياسة وما تفرضه الحكومات من قواعد أو تسنه من قوانين.
تتمثل أبرز أوجه تأثير السياسة في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام وأسعار الأسهم على وجه الخصوص فيما يلي:
- السياسات النقدية والمالية المُتبعة.
- القوانين الخاصة بممارسة الأنشطة الاستثمارية.
- الضرائب والعوائد المفروضة على الاستثمار.
- العلاقات الدولية والاتفاقيات التجارية.
- أسعار المواد الأساسية في البلاد.
- توافر البنية الأساسية داعمة للاستثمار.
يعد كل ما سبق من العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم لما لها من تأثير بالغ ومباشر على قدرة الشركات على ممارسة أنشطتها الاستثمارية، يُضاف إلى ذلك أن بعض الأزمات السياسية بالأصل قد تعيق ذلك وبالتبعية تتسبب في تراجع أسعار الأسهم مثال ذلك:
- فرض الحصار الاقتصادي على بعض الدول.
- اندلاع الحروب والنزاعات المسلحة بصفة عامة.
- الاضطرابات الداخلية بمفهومها العام والشامل.
- انخفاض قيمة العملة المحلية في سوق صرف العملات.
- القوانين الاستثنائية مثل تقييد أو حظر استيراد مواد معينة.
النشرات الاقتصادية
تؤدي الأخبار الاقتصادية - على اختلاف أشكالها ومصادرها - إلى تحرك أسعار الأسهم صعوداً وهبوطاً، يرجع ذلك إلى أن تلك الأخبار وما تتضمنه من تصريحات مسؤولة أو تحليلات موثوقة تدفع المستثمرين لتوقع مستقبل السوق بشكل عام أو شركة محددة، في ضوء ذلك التوقع يتخذون قراراتهم بالبيع أو الشراء مما يؤثر بشكل مباشر على سعر السهم، قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد التقلبات الحادة وتحرك السعر بأي من الاتجاهين بنسب مرتفعة، أبرز الأمثلة على ذلك:
- لعلك لاحظت سابقاً أن أسهم شركة آبل Apple ترتفع نسبياً عقب المؤتمرات التي تُعقد للإعلان عن خططها، إذ يتم الكشف خلال تلك المؤتمرات عن أحدث إنتاجات ومشروعات الشركة وحجم العوائد المقدر تحقيقها من خلالها، يساهم ذلك في زيادة حجم الطلب على أسهم الشركة وبالتبعية تزداد قيمتها السعرية.
- أما سهم شركة تسلا Tesla بعد فترة طويلة من الاستقرار والصعود شهد تراجعاً بنسبة 11% في بداية عام 2022، كان السبب الرئيسي وراء ذلك أيضاً تصريحاً صحفياً صادر عن رئيسها "أيلون ماسك"، أعلن خلاله عن تأجيل بعض مشروعات الشركة وتحدث عن توقف إنتاج السيارة الكهربائية بسبب نقص الرقائق الإلكترونية، دفع ذلك المستثمرين لبيع أسهمهم مما زاد حجم المعروض منها مقابل انخفاض عدد المشترين وبالتبعية تراجع سعر السهم.
أفضل شركة لتداول الأسهم عبر الإنترنت
عقب التعرف على أهم العوامل المؤثرة في ارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم لا يتبق سوى الاستفادة منها، تتمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق في إيجاد أفضل خيارات شركات تداول الأسهم في السعودية، يجب أن تكون تلك الشركات مرخصة من قبل الجهات الرقابية الدولية المعنية بالرقابة والإشراف على نشاط تلك الشركات.
يستعرض موقع "يقين" فيما يلي قائمة بأهم وأفضل شركات التداول المرخصة، اكتسبت جميعها ثقة ملايين المتداولين حول العالم بفضل ما تقدمه من خدمات مميزة وتسهيلات خاصة، بما يضمن إمكانية خوض تجربة تداول آمنة ومتفردة من خلالها.
تأثير معنويات السوق على أسعار الأسهم
يمكن القول بأن معنويات السوق نتيجة وسبب في آن واحد أو بصيغة أخرى هي عامل من العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم ولكنها أيضاً قد تكون انعكاساً له، يمكن توضيح تلك المعضلة بقولنا أن معنويات السوق أحد مصطلحات سوق الأسهم التي يقصد بها علم النفس الجماعي للمستثمرين أو الاعتقاد السائد بينهم بشأن حالة السوق بصفة عامة أو توقعاتهم المستقبلية لسهم شركة بعينها على وجه الخصوص، تنتج تلك الاعتقادات عن كافة العوامل المؤثرة السالف ذكرها.
يجيب ما سبق إلى الشق الأول أو كيف يمكن اعتبارها نتيجة مباشرة لمجموع العوامل المؤثرة على سعر السهم، أما الشق الثاني أو متى تصبح سبباً في تحرك الأسعار فيتمثل في أن العديد من المستثمرين يتخذون قراراتهم تبعاً لاتجاهات السوق، وبطبيعة الحال إذا سارت المعنويات العامة في اتجاه محدد - سواء البيع أو الشراء - فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم بدرجة كبيرة.
هل تحتاج مساعدة لتبدأ تداول الأسهم؟
يرغب الكثيرين في المملكة العربية السعودية والعالم أجمع في تحقيق الربح من الاستثمار في الأسهم، لكن غالباً ما يعيق طريقهم وجود الكثير من الأسئلة المُعلقة بدون إجابة، أو نقص الخبرة وعدم الدراية الكافية بآليات عمل هذا السوق ومجريات الأمور في داخله.
لا تدع شيء من هذا يوقفك بعض الآن وانقر فقط على أيقونة "تواصل معنا الآن"، سوف يقودك ذلك إلى نافذة محادثة مباشرة مع خبراء موقع "يقين"، يسعدنا على الدوام تقديم كافة سبل الدعم والمساندة وإجابة كافة استفساراتك، بما يضمن لك دخول عالم تداول الأسهم على أرض صلبة وخوض تجربة استثمارية أكثر فاعلية تلبي احتياجاتك وترضي طموحاتك.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب واحصل علي استشارة مجانية بكل ما يتعلق بالتداول والاستثمار. تواصل مع يقين احصل علي استشارة مجانية
شارك بتعليق