تبدو تحركات السوق وتقلبات أسعار الأدوات المالية في ظاهرها عشوائية أو هكذا قد يتصور البعض، إلا أن الدراسات التي أُجريت بهذا الصدد ونتائج العديد من التحليلات الفنية أوضحت أن الحقيقة على النقيض من ذلك؛ إذ تبيّن من خلالها أن أسواق المال تمر بمجموعة مُحددة من المراحل تُعرف مُجتمعة بمسمى دورة السوق.
يمكن أن تكون دورة السوق عامل داعم للمستثمرين في البورصات العالمية وطريقهم نحو تحقيق العوائد المأمولة، لكن كي يتحقق ذلك فلابد من معرفة ما هي دورة السوق وما مراحلها الرئيسية وما الخصائص التي تميز كل منها، وهذا تحديداً ما يتناوله موقع "يقين" من خلال الفقرات التالية:
ما هي دورة السوق؟
يمثل مصطلح دورة السوق "Market Cycles" أحد أبرز مصطلحات سوق الأسهم وعلم الاقتصاد بمفهومه الأوسع والأشمل، يقصد من خلاله مجموعة التقلبات التي يمر بها السوق والناتجة عن تعدد العوامل المؤثرة في سعر السهم ومختلف الأدوات المالية، يأتي في مقدمتها معدلات العرض والطلب التي تعد المُتحكم الأكبر في اتجاهات السوق.
تتميز الدورات السوقية بأن لها نمط معلوم وتمر بمراحل محددة تتفاوت ما بين التراجع ومعاودة الصعود، ونظراً لأن تلك الدورات تتحرك باستمرار بشكل متماثل فإنها تمثل أهمية قصوى بالنسبة للمستثمرين، إذ يمكنهم - اعتماداً على أدوات التحليل الفني - معرفة المرحلة الراهنة التي يمر بها السوق وفي ضوء ذلك تتحقق فائدتين رئيسيتين:
- يزيد القدرة على التنبؤ بالحركة المستقبلية للسوق وبالتبعية التمكن من تحديد الأوقات المثلى لفتح الصفقات واتخاذ قرارات شراء الأسهم أو بدء تداولها، يساهم ذلك بطبيعة الحالة في رفع قيمة الأرباح المُحتمل تحقيقها.
- يعد الفهم العميق لآلية دورات السوق أحد أسس إدارة مخاطر الأسهم وتجنبها، يكون ذلك من خلال تفادي التعرض لإحدى تحركات السوق المخالفة للمتوقع.
مراحل دورة السوق
تتضح إجابة سؤال ما هي دورة السوق بصورة أكبر من خلال استعراض المراحل المختلفة التي تمر بها من نقطة البداية وحتى الانتهاء، والتي تنقسم في مُجملها إلى أربعة مراحل أساسية.
Insert Pic (5)
مرحلة المراكمة
تُشكل المراكمة أو التوسع "Accumulation" المرحلة الأولى بين مراحل دورة السوق الأربعة، يكون السوق المالي خلال هذه المرحلة مستقراً عند أدنى مستوياته أو ما يشار إليه بمُسمى "قاع السوق"، من ثم تنشط حركة الشراء مرة أخرى نظراً لانخفاض أسعار الأسهم التي يرى أغلب المستثمرين فرصة جيدة.
يبدأ المستثمرون خلال تلك المرحلة في إعادة فتح المحافظ الاستثمارية وحيازة الأسهم والأدوات المالية مجدداً، من هنا استمدت تلك المرحلة مُسماها "المراكمة"، يقود هذا التراكم في عمليات الشراء إلى زيادة حجم الطلب وبالتبعية تحرك السوق في اتجاه صاعد مما يقود للمرحلة التالية.
مرحلة الازدهار
تأتي مرحلة الازدهار "Mark Up" - ويُشار لها أحياناً باسم مرحلة التوصيف - كنتاج مباشر وطبيعي للتراكم، تعد هي الأكثر استقراراً ضمن الدورات السوقية، حيث يشهد السوق خلالها حالة من الانتعاش ناتجة عن تزايد معدلات الشراء، تستمر تلك المرحلة لحين وصول الأسهم لأعلى مستويات أدائها.
مرحلة التوزيع
تُعرّف هذه المرحلة بالعديد من المسميات مثل "التوزيع، الانكماش، جني الأرباح" أو "Distribution"، تمثل هي الأخرى نتاجاً طبيعياً ومباشراً لمجريات الأمور بالمرحلة التي سبقتها، أي أنها تبدأ فور وصول السوق إلى نقطة الذروة وبلوغ أسعار الأسهم أعلى مستوياتها.
يبدأ عدد كبير نسبياً من المستثمرين خلال تلك المرحلة في إعادة بيع الأسهم بهدف جني الأرباح الناتجة عن فرق السعر، يؤدي ذلك - على عكس مرحلة المراكمة - في زيادة حجم العرض مقارنة بالطلب وبالتالي يحدث الانكماش.
مرحلة الهبوط
تسمى المرحلة الأخيرة ضمن مراحل الدورات السوقية بمرحلة الهبوط "Mark-Down" أو "Decline"، كما يتبيّن من مُسماها فإن قيمة الأدوات المالية ونتيجة تزايد عمليات البيع تعاود الهبوط من جديد، تعد تلك المرحلة هي الأشد خطورة بالنسبة للمستثمرين في الأسهم، إذ أن استثماراتهم تنخفض بنسبة كبيرة وقد تقل عن القيمة السعرية التي اشتروا بها خلال مرحلة المراكمة أو بالفترة الأولى من مرحلة الازدهار.
تأثير دورات السوق على الأدوات المالية
بعد تبيُّن ما هي دورة السوق يمكن القول بأنها أساس عملية تداول الأسهم أو استثمارها بأي شكل، نظراً لأن الأرباح والخسائر على السواء تتحقق من خلال تلك الحركة المستمرة للسوق والمتسببة في التغير النسبي والدائم في أسعار الأدوات المالية المُدرجة به، يتبع المستثمرين استراتيجيات بالغة التعدد في إدارة صفقاتهم ولكن جميعها تهدف إلى شيء واحد وهو تحقيق أقصى استفادة ممكنة من حركة السعر الحالية ودورة السوق الجارية، يتم الاعتماد في ذلك على عدة عوامل أبرزها:
- التحليل الفني الدقيق والعميق.
- إظهار الاتجاه الرئيسي لسعر الأداة المالية.
- دراسة الوضع المالي والنشاط الخاص بالشركات المستهدفة.
- تحديد الأوقات المثلى ضمن دورة السوق لفتح وإغلاق الصفقات.
أفضل شركات التداول
يشتمل توصيف أفضل شركات تداول الأسهم في السعودية على العديد من الجوانب، يأتي في صدارتها بالتأكيد أن تكون تلك الشركات معتمدة وقانونية وتزاول أنشطتها بموجب تراخيص الجهات الرقابية الخاضعة لها، يُضاف إلى ذلك معيار آخر بالغ الأهمية وهو مدى تنوع وفاعلية أدوات التحليل وخدمات الدعم المقدمة من خلالها.
تنبع أهمية تلك الأدوات الداعمة من كونها الوسيلة الأمثل للتمكن من مراقبة دروة السوق وتحليلها ومن ثم التنبؤ بالحركة المستقبلية، فيما يلي نستعرض قائمة بأفضل الشركات المرخصة والتي تقدم خدمات دعم مميزة، بما يضمن لعملائها تداولاً آمناً وسهلاً وأكثر فاعلية في آن واحد.
محفزات حركة دورة السوق
فهم حركة السوق بصورة أعمق ومراقبتها بشكل أدق تتطلب من المستثمر البقاء في حالة متابعة مستمرة للساحة الاقتصادية ككل، يرجع ذلك إلى تأثر الدورة الطبيعية في الأسواق المالية بالعديد من العوامل وتنتج عن مُسببات متنوعة أبرزها:
- مجموعة عوامل الاقتصاد الكلي.
- التضخم وزيادة أسعار الفائدة.
- حجم معدلات النمو الاقتصادي.
- معنويات السوق واتجاهاته العامة.
دعنا نساعدك لتبدأ رحلتك الاستثمارية
أصبحت خدمات الدعم من الركائز الأساسية في عالم الاستثمار والتداول في أسواق المال، تشمل تلقي استشارات متخصصة من قبل خبراء في هذا المجال، فضلاً عن تقديم إجابات كاملة ومستوفية على كافة الأسئلة المُعلقة والشائعة، يُضاف إلى ذلك الإرشاد إلى أفضل خيارات شركات الوساطة المالية الموثوقة التي تقدم خدمات تتوافق مع المتطلبات والاحتياجات الفردية لكل مستثمر على حِدة.
يمكن الحصول على كل ما سبق وأكثر فقط من خلال نقرة واحدة على أيقونة "تواصل معنا"، التي سوف تنقلك تلقائياً إلى نافذة تواصل مباشر مع أحد ممثلي موقع "يقين"، الذي سوف يقوم بدوره بتقديم الدعم الكامل لك للاستمتاع بتجربة استثمارية ذات شروط خاصة واستثنائية على كافة الأصعدة.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب واحصل علي استشارة مجانية بكل ما يتعلق بالتداول والاستثمار. تواصل مع يقين احصل علي استشارة مجانية
شارك بتعليق