مع بداية عام 2023 تزايدت المخاوف من تعرض سوق الأسهم لمزيد من الاضطراب ولكن فاجأ مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الجميع بمكاسب ملحوظة بلغت 24% مع نهاية عام 2023، وارتد مؤشر ناسداك 100 بمكاسب هائلة بلغت 47% بعد انخفاضه بنسبة 33% في عام 2022.

لقد تأثر سوق تداول الأسهم في العام الماضي بالعديد من العوامل الهامة التي أدت إلى تحوله لسوق صاعد، التي تشمل بدء البنك الاحتياطي الفيدرالي ابطاء وتيرة رفع سعر الفائدة في ظل تباطؤ معدلات التضخم، مما هدأ من توتر المستثمرين ورفع قيمة الأسهم. 

وعلى الرغم من أن قرار رفع أسعار الفائدة كان صعب علي الاقتصاد الأمريكى، إلا أن الاقتصاد استطاع أن يُظهر مزيد من القوة والمرونة عن طريق تجنبه للركود وخلق قاعدة قوية لنمو أرباح الأعمال، الأمر الذى جعل المستثمرين أكثر ثقة. 

ومع مرور العام، أصبح السوق أكثر تفاؤل بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض سعر الفائدة في وقت مبكر من عام 2024، وقد أدي ذلك إلي مكاسب كبير فى السوق فى أواخر العام، لقد كشف عام 2023 مدي حجم تعقيد الظروف الإقتصادية وكيف يمكن للأحداث غير المحتملة أن تكون لها تأثير جيد على الأسواق برغم المخاوف والتوقعات القاتمة في بداية العام.

انخفاض أسعار الفائدة قد يؤدي إلى ارتفاع السوق في عام 2024

تعرض المستهلكون لضغوط من ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة خلال العامين الماضيين، حيث قام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بأسرع وتيرة في تاريخه في الفترة ما بين مارس 2022 وأغسطس 2023، مما أدى إلى رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من أدنى مستوى تاريخي عند 0.25% إلى 5.50%.

لكن الأمر قد يتحول هذا العام، حيث يتوقع الخبراء أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أربع مرات في عام 2024، الأمر الذي سيجلب الراحة للمستهلكين والمستثمرين أيضًا.

مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القائم على التكنولوجيا

عندما يتعلق الأمر بقيادة سوق الأوراق المالية في العام الماضي، كان قطاع التكنولوجيا في المقدمة حيث تفوقت شركات التكنولوجيا السبعة العملاقة (وهم: أبل وميكروسوفت وأمازون وألفابيت ونفيديا وتسلا وميتا) المعروفة برأسمالها السوقي الكبير ونفوذها الكبير على المؤشر بأداء قوي وساهموا بنحو 60% من مكاسبه.

لقد كانت ابتكاراتهم المستمرة واكتشافتهم في مجالات جديدة وتعديلاتهم على المشهد الرقمي المتغير باستمرار هي الأسباب وراء نجاحهم، لقد كانوا بالفعل في وضع قوي قبل أن يؤدي وباء كوفيد 19 إلى تسريع الاستخدام الواسع النطاق للخدمات الرقمية والعمل عن بعد، وكان الطلب المتزايد عبر مجموعة متنوعة من القطاعات أمرًا جيدًا لهذه الشركات التي قدمت مجموعة واسعة من التكنولوجيا، بدءًا من الحوسبة السحابية وحتى الذكاء الاصطناعي، كما ساهمت قدرتها على النمو المطرد والتغلب على الاضطرابات الكلية والاستفادة من اتجاهات التكنولوجيا الجديدة مثل التكنولوجيا المستدامة والجيل الخامس وإنترنت الأشياء، في زيادة جاذبيتها للمستثمرين. 

شركة أمازون أصبحت رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي

أمضت أمازون معظم عام 2023 في التركيز على الذكاء الاصطناعي (AI) والذي يمكن أن يكون أحد أعظم الفرص المالية على الإطلاق، يتم التعامل مع معظم استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي من خلال قسم الحوسبة السحابية التابع لها وهو Amazon Web Services (AWS)، الذي يدير مراكز البيانات وتطبيقات البرامج المطلوبة لخدمة الشركات في جميع أنحاء العالم.

تريد أمازون السيطرة على مجالات الذكاء الاصطناعي، فقد طورت رقائق مركز البيانات الخاصة بها والتي تسمى Trainium وInferentia، والتي تم تصميمها للتنافس مع أجهزة شركة Nvidia الرائدة في تلك الصناعة، بالإضافة إلى ذلك، ترغب أمازون في تقديم أقوى نماذج اللغات الكبيرة للشركات، بحيث تختار AWS عندما ترغب في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ولتسريع تقدمها، استثمرت أمازون مؤخرًا 4 مليار دولار في شركة أنثروبيك الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وكجزء من الصفقة، ستستخدم Anthropic AWS كمزود سحابي رئيسي لها وستقوم بتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة المستقبلية باستخدام شرائح أمازون، وستجعل هذه النماذج متاحة على منصة AWS ليستخدمها العملاء.

اعتمادا على توقعات وول ستريت، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضيف ما بين 7 تريليون دولار إلى 200 تريليون دولار إلى الناتج الاقتصادي العالمي على مدى العقد المقبل بفضل قدرته على تعزيز الإنتاجية، من المهم بالنسبة لشركة أمازون أن تأخذ في الاعتبار أن منافسيها وهم Microsoft Azure وAlphabet's Google Cloud يستثمرون أيضًا مليارات الدولارات في هذا المجال.

عودة قطاع التجارة الإلكترونية في أمازون إلى الحياة في عام 2023

حققت شركة أمازون نحو 220 مليار دولار من المبيعات عبر الإنترنت خلال عام 2022 وهو انخفاض بنسبة 1% مقارنة بالعام السابق، لكن عام 2023 كان أكثر إيجابية مع تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة وتسلل المزيد من اليقين إلى الأسر الاستهلاكية.

خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، ارتفعت مبيعات أمازون عبر الإنترنت بنسبة 3.8%، وعلى الرغم من أن هذه الزيادة تبدو متواضعة، إلا أن النمو تسارع في كل ربع سنة حتى الآن وبلغ 6% في الربع الثالث (المنتهي في 30 سبتمبر).

ويبشر هذا التسارع بالتفاؤل نحو عام جديد مع تخفيضات في أسعار الفائدة في الأفق، لأن المستهلكين من المرجح أن يشعروا بثقة أكبر بشأن الإنفاق، لكن هذا ليس هو السبب الوحيد الذي يجعل أمازون يحقق أداءً جيدًا في عام 2024 حيث قامت الشركة أيضًا بتحسين عملياتها لجعل أعمال التجارة الإلكترونية الخاصة بها أكثر كفاءة.

العقبات التي قد يواجهها السوق في 2024

يمكن أن يواجه عام 2024 العديد من العقبات الكبيرة التي تدعو للقلق مرة أخرى، وقد يكون سوق الأوراق المالية في مواجهة صعبة، وتتمثل تلك العقبات التي قد يتعرض لها في الركود العالمي ومشاكل سلسلة التوريد المستمرة وسياسات أسعار الفائدة المتغيرة باستمرار للبنك الاحتياطي الفيدرالي والتشديد الكمي، كلها عوامل يجب أخذها في الاعتبار. 

وعلى المستوى الجيوسياسي، فهناك ما يدعو للقلق خاصة فيما يتعلق بالمخاوف المرتبطة بالانتخابات الأمريكية والاضطرابات المحتملة في تدفقات الطاقة والتجارة بسبب الأزمات في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط، لذلك ضع في اعتبارك أن بعض الصناعات قد تتعرض للفوضى بسبب الإصلاحات التنظيمية وحملات مكافحة الاحتكار، وبطبيعة الحال، هناك دائما احتمال حدوث أي شيء خارج عن المألوف مثل كارثة طبيعية أو أزمة "البجعة السوداء"، قد تخرج الخطط عن مسارها، لهذا تذكر أن المحافظ الاستثمارية المتنوعة والبقاء على اطلاع والمزيد من الخبرة والمهارة يمكن أن تؤدي إلى نتائج جيدة حتى في الأوقات المضطربة.

أسهم القيمة يمكن أن تظل رخيصة

بدلاً من الوقوع في فخ العوامل الكلية مرة أخرى، لماذا لا تلقي نظرة فاحصة على الشركات الفردية من حيث جدارتها؟، دعونا ننظر إلى الشركات التي تمر بنوع من التغيير المؤسسي، تذكر أن مجرد شراء أسهم القيمة قد لا يفي بالغرض حيث يمكن للشركات أن تظل رخيصة بدون محفز بسبب الطريقة التي ينظر بها السوق إليهم وإمكاناتهم غير المحققة.

الشركات في الصناعات الأقل بريقًا أو تلك التي تكافح مؤقتًا ترتبط بشكل عام بالأسهم ذات القيمة المنخفضة، عندما يعطي السوق الأولوية للصناعات ذات التوسع السريع، فقد يؤدي ذلك إلى التقليل من قيمة الشركات الجيدة ذات الأسس الصلبة ولكن لديها آفاق نمو معتدلة لفترة طويلة من الزمن، قد لا يعكس سعر سهم الشركة قيمته الحقيقية إذا فشل المستثمرون في التعرف على أصولها المخفية أو إمكانيات التحول أو آفاق التعافي أو فشلوا في تقييمها بشكل مناسب. 

يمكن أن يستمر هذا الوضع حتى يحدث شيء ما لتعديل تقييم السوق، بما في ذلك عندما تتحسن عمليات الشركة بشكل كبير أو عندما يتم التعرف على وضعها بأقل من قيمتها الحقيقية، الأحداث المحفزة غير مرتبطة بالسوق توفر جسرًا لتحريك السعر إلى القيمة إذا تم تحليله بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى زيادة عائداتك بشكل كبير.

ونظرًا لأن هذه التغييرات المؤسسية يمكن أن تطلق القيمة وتدفع النمو، فإن الاستثمار في الشركات التي تمر بتحولات تنظيمية تعد عادةً فكرة رائعة، تشمل أحداث تغيير الشركات التي لها تأثير عليها: عمليات الاندماج والاستحواذ لتظل قادرة على المنافسة وعمليات العرض والتصفية للتركيز على العمليات وإعادة الهيكلة لتقليل التكاليف أو تغيير الإستراتيجية. 

عادة، عندما تتغير الإدارة يتبع ذلك تكتيكات جديدة أو تغييرات في الطريقة التي تتم بها الأمور، يمكن أن يؤدي الإفلاس وإعادة التنظيم إلى تغيير العمليات والديون، وعندما تتغير القواعد أو اللوائح يجب على الشركات تغيير طريقة عملها، من المهم بالنسبة للمستثمرين أن ينظروا إلى هذه الأحداث لأنها تجلب المخاطر والاحتمالات. 

فيما يلي 6 أسباب تجعل أحداث التغيير في الشركات أفضل بكثير من استراتيجيات الشراء والاحتفاظ القياسية:

1 .إن الميزة التنافسية المحسنة أو العمليات الأكثر كفاءة أو الوصول إلى الأسواق غير المستغلة سابقًا، كلها نتائج محتملة لمثل هذه التحولات، على سبيل المثال: تنتج الشركات الناشئة عادةً وحدات شركة أكثر استهدافًا وذكاءً، في حين يمكن لعمليات الاندماج والاستحواذ أن تفتح الأبواب أمام أسواق جديدة، ومع ذلك، قبل أن تستثمر أموالك في هذه الشركات، يجب عليك إجراء البحث للتعرف على أسباب التغيير والمزايا المحتملة والمخاطر.

2 .من خلال اكتشاف الإمكانات غير المستغلة من خلال عمليات الدمج والاستحواذ والفصل وتصفية الاستثمارات، يمكن للمستثمر أن يصادف فرصًا للحصول على أصول مقومة بأقل من قيمتها حاليًا مقارنة بقيمتها الفعلية، يمكن للمستثمرين الاستفادة من اختلالات الأسعار وتحولات الأداء المستقبلية من خلال دراسة الشركات التي هي على وشك التحولات الكبيرة.

3 .عندما تأخذ شركة ما زمام المبادرة لحل المشكلات أو التوسع في مجالات جديدة أو تبسيط عملياتها، فإنها عادة ما تكون حافزًا للنمو، قد يكون العثور على الشركات التي على وشك الخضوع لتغيير استراتيجي والاستفادة من إمكانات نموها المتزايدة وربحيتها مشروعًا مربحًا للغاية.

4 .تسعى التغييرات في سياسة الشركة في كثير من الأحيان إلى تحسين الكفاءة والابتكار من خلال خفض التكاليف وتبسيط العمليات وزيادة معدل تطوير المنتجات الجديدة، يمكن أن يتحسن الأداء المالي وثقة المستثمرين للمؤسسات التي تمر بهذه الأنواع من التحولات.

5 .يمكن أن تؤثر قوة المستثمرين الناشطين على التغييرات في استراتيجية العمل أو تخصيص الأصول أو الحوكمة، مما قد يؤدي إلى اكتشاف القيمة المخفية أو إعادة تنظيم الأولويات، يعد تحديدها إحدى الطرق للبدء في العثور على الشركات التي استهدفها النشطاء الأقوياء.

6 .يمكن أن تتسبب أحداث التغيير في تقلبات السوق على المدى القصير، مما يمنح مستثمري الفرص فرصة للقفز، في الأسواق غير المؤكدة من الممكن إجراء عمليات شراء ومبيعات محسوبة من خلال دراسة أسباب وآثار التحولات الفردية.