أصبح الاعتماد على برامج التداول الآلي أمراً شائعاً، ويزداد الاتجاه إليه يوماً بعد يوم، يمكن إرجاع ذلك إلى أن استخدامه لا يقتصر على المبتدئين لتعويض نقص الخبرة أو عدم امتلاك المهارة كما يتصور البعض، إنما يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لأصحاب الخبرة أيضاً؛ إذ يمكنهم من خلال هذه البرمجيات المتقدمة رصد أفضل فرص التداول في الأسواق على مدار الساعة، وتنفيذ الأوامر بأقصى سرعة مع ضمان التحييد التام للعاطفة عند اتخاذ القرارات، كل هذا وأكثر جعل الروبوتات التداولية إحدى الوسائل الأكثر فاعلية لزيادة فاعلية التداول وتسهيل إدارة مُعاملاته ومُضاعفة فرص تحقيق النتائج والأهداف المرجوة من خلاله.
الملخص:
- التداول الآلي هو عبارة عن برمجيات متطورة، تعمل على مراقبة السوق وتنفيذ الصفقات بشكل تلقائي بناءً على الأوامر المُحددة والمُدخلة إليها مُسبقاً.
- تتميز برامج التداول الآلي بالقدرة على تحليل كم هائل من البيانات بسرعة ودقة، فضلاً عن المراقبة المستمرة للسوق على مدار الساعة.
- استخدام برامج التداول الآلي يضمن تحييد العاطفة، وعدم تأثير المشاعر سواء الإيجابية أو السلبية على قرارات المتداول.
- رغم تعدد مزايا تقنيات التداول الآلي، إلا أنها لا تخلو من المخاطر المحتملة، التي ترتبط بالمشاكل والأعطال الفنية أو عدم التكيف السريع من تقلبات السوق.
- يختلف التداول الآلي عن التداول الخوارزمي في العديد من الجوانب، أبرزها مدى تعقيد الاستراتيجيات المُتبعة وكذلك مُعدل التدخل البشري في إدارة الصفقات.
ما هو التداول الآلي؟
التداول الآلي بصورة مُبسطة - وكما يتضح من مُسماه- هو أسلوب مبتكر للمشاركة في الأسواق المالية والتداول بدون تدخل بشري، وذلك اعتماداً على برامج بالغة التطور، تتولى تنفيذ الصفقات بناءً على الشروط أو المعايير المُدخلة إليه بصورة مُسبقة. يُعني ذلك أن برامج التداول الآلي تجمع بين التحليل الفني الدقيق والمراقبة الدائمة للأسواق، ومتى توافرت الفرصة المناسبة للتداول بناءً على المعايير المُحددة والمُدخلة إليها تنفذ الأمر مباشرة، الأمر الذي يسمح بإدارة عمليات التداول بشكل تلقائي دون حاجة إلى المتابعة الدائمة أو المراقبة المستمرة، مع مضاعفة القدرة على اقتناص كل فرصة متاحة في السوق.
تنفرد تقنيات التداول الآلي بالعديد من المزايا الخاصة، التي كانت سبباً مباشراً في انتشارها وتزايد معدلات الاعتماد عليها، يأتي في مقدمة تلك المزايا القدرة على تنفيذ عدد كبير من الصفقات خلال فترة زمنية قصيرة، مع تقليل تأثير العواطف على قرارات التداول. علاوةً على ذلك، توفر هذه التقنيات القدرة على تحليل كميات ضخمة من بيانات السوق في الوقت الفعلي، مما يضمن دقة أكبر وكفاءة أعلى في تنفيذ الصفقات؛ وبالتالي التقليل من مخاطر التداول المُحتملة وتعزيز فرص تحقيق الأرباح.
ما هي آلية عمل التداول الآلي؟
تعمل تقنيات التداول الآلي من خلال خوارزميات وبرامج حاسوبية لتنفيذ صفقات التداول، تبدأ هذه العملية باختيار منصة تداول مناسبة، ووضع استراتيجية تتداول مع تحديد أوامر الصفقة، أو بصيغة أوضح التعليمات التي يقدمها المتداول للوسيط أو المنصة، والتي تشمل هنا تحديد الأداة المالية وسعر الدخول وسعر الإغلاق وحجم الصفقة. ومن ثم تعمل أنظمة التداول المتقدمة أو الآلية على مراقبة السوق بشكل مستمر، فور توافر الشروط المُحددة من قبل المتداول تقوم بتنفيذ الصفقة بشكل تلقائي.
ساهمت روبوتات التداول الرقمي بكل تأكيد في جعل إدارة عملية التداول واستهداف الفرص المناسبة أسهل كثيراً؛ حيث يتم برمجة هذه الروبوتات لمعالجة عدد هائل من بيانات السوق، ويمكن لهذه الروبوتات أيضاً متابعة اتجاهات الأسعار، والتعرف على الأنماط المختلفة، وتنفيذ الصفقات في غضون أجزاء من الثانية.
ما هي مميزات التداول الآلي؟
إن برمجيات التداول الآلي قائمة على خوارزميات بالغة التقدم والتعقيد، وبفضل ذلك تعزز كفاءة التداول، وتوفر للمتداولين حلولاً مبتكرة، وتساعدهم على التعامل مع الأسواق المالية بصورة أسهل، مما يضاعفهم فرصهم في تحقيق أهدافهم الاستثمارية. فيما يلي نرصد أبرز المزايا التي تجعل التداول الآلي خياراً جذاباً للكثير من المتداولين على تفاوت مستويات خبرتهم.
- تحييد العواطف: تضمن برامج التداول الآلي الاحتكام للعقل والمنطق فقط في إدارة التداولات، وعدم تأثُر القرارات بمشاعر مثل الخوف من الخسارة أو الطمع في تحقيق أرباح أكبر، أي أن التنفيذ التلقائي للصفقات يحول دون التردد أو الإفراط في التداول.
- الاختبار التاريخي "Backtesting": خاصية تساعد على تقييم الاستراتيجيات بصورة أفضل وأدق، وذلك عن طريق الاستعانة ببيانات السوق التاريخية وأدائها في الأوقات السابقة.
- تقليل الخطأ البشري: تحقق روبوتات التداول الرقمي مستوى أعلى من الانضباط، والالتزام الكامل بخطة التداول في ظل مختلف ظروف السوق، كما تقلل من الأخطاء البشرية مثل إدخال أوامر غير صحيحة أو التغافل عن فرص مربحة.
- سرعة التنفيذ: تتميز أنظمة التداول الآلي بسرعة الاستجابة لتغيرات السوق، مما يسمح بتنفيذ الأوامر بسرعة قياسية، مما يضمن دخول الصفقات أو الخروج منها في توقيتات مثالية، وهو ما ينعكس إيجاباً على نتائج التداول.
- تنويع الاستثمار: تساعد برامج التداول الآلي على تطبيق استراتيجيات متنوعة، أو التداول في أسواق مختلفة في ذات الوقت، وهو ما يعني تنوعاً أكبر في الاستثمارات، والذي يعد في الأصل أحد طرق إدارة مخاطر التداول الأكثر فاعلية.
ما هي عيوب التداول الآلي؟
أوضحنا سابقاً أن التداول الآلي في الفوركس أو الأسهم -وغيرهما من الأدوات المالية- له العديد من الانعكاسات الإيجابية، إلا أنه لا يخلو تماماً من العيوب أو التحديات التي قد تؤثر على فعاليته، وكي يتضح الأمر وتكتمل الصورة، نستعرض فيما يلي أبرز عيوب التداول الآلي، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار.
- الأعطال التقنية: يعتمد التداول الآلي بشكل أساسي على الأجهزة والبرمجيات، مما يجعله عرضة للمشكلات التقنية أو انقطاع الإنترنت أو التيّار، أو الأخطاء الفنية في تخزين الأوامر، وغير ذلك من أشكال الخلل والأعطال التي قد تؤدي إلى خسائر.
- المراقبة المستمرة: أهم مزايا الروبوتات هي إجراء صفقات التداول بدون تدخل بشري، إلا أنها تتطلب مراقبة دورية للتأكد من سير العمليات بالشكل الصحيح، وعدم متابعة النظام بشكل مستمر قد يؤدي إلى خسائر كبيرة، نتيجة حدوث أي أعطال أو أخطاء وعدم التعامل معها فور حدوثها.
- الإفراط في تحسين الاستراتيجيات: قد يقع المتداولون في فخ تعديل استراتيجياتهم بشكل مفرط بناءً على البيانات التاريخية، أو ما يُعرف بمسمى "Curve-Fitting"، وهو ما يقود إلى استراتيجيات تبدو مثالية عند اختبارها على بيانات سابقة، لكنها قد لا تكون ذات جدوى عند تطبيقها في السوق بالوقت الحالي، تلك الحالة -أي الإفراط والمبالغة في التحسين- تجعل برامج الآلي أقل مرونة.
ما الفرق بين التداول الآلي والتداول الخوارزمي؟
إن كلاً من التداول الآلي والتداول الخوارزمي وسيلتان لتحسين تجربة التداول، وكلاهما قائم على تقنيات متطورة، ورغم أنهما يتقاسمان الهدف الرئيسي، إلا أن هناك العديد من الفروق بينهما، ويعد التداول الخوارزمي أشد تعقيداً مقارنة بنظيره التداول الآلي؛ حيث إن البرامج الآلية تُنفذ أوامر البيع والشراء بصورة مباشرة وفق معطيات محددة، أما التداول الخوارزمي يقوم بمهام أكثر تعقيداً؛ إذ يعمل على تحليل كم هائل من البيانات، ومن خلالها يستنتج القرارات المناسبة، وينفذها تلقائياً بناءً على أنماط السوق المتغيرة.
يتضح الفرق بين التداول الآلي والتداول الخوارزمي بصورة أكبر من خلال النقاط التالية، التي تعرض الاختلاف الرئيسية بين كلاهما:
- استراتيجيات التداول: تتسم استراتيجيات التداول الآلي بقدر أكبر من البساطة، مثل التنفيذ التلقائي عند وصول سعر الأداة المالية حداً معيناً، أما في التداول الخوارزمي تكون الاستراتيجية أكثر تعقيداً، وتعتمد على العديد من العوامل المتداخلة مثل البيانات الحالية والتاريخية للسوق، وكذلك تحليل الأخبار ومتابعة تغيرات السوق وغير ذلك.
- سرعة التنفيذ: تنفيذ الأمر في التداول الآلي يكون أبطأ، وذلك لاعتماده على البيانات التي تُدْخَل يدوياً، بينما التداول الخوارزمي يعتمد على مصادر متعددة للبيانات وكذلك يعمل على تحليلها بسرعة أكبر.
- القدرة على التكيف: يتميز التداول الخوارزمي بقدرته على تعديل الاستراتيجيات تبعاً للتغيرات المستمرة في السوق، وهي الميزة التي يفتقر إليها التداول الآلي، وبالتالي فإنه أقل قدرة على التكيف مع تغيرات السوق.
- إدارة المخاطر: يتم الاعتماد في التداول الآلي على القواعد الأساسية لإدارة المخاطر، مثل تحديد حجم المركز بناءً على نسبة ثابتة من رصيد الحساب، أو تعيين أوامر وقف الخسارة، أما في التداول الخوارزمي تستخدم خوارزميات متقدمة لتعديل حجم المركز وتحديد مستويات وقف الخسارة تبعاً لتقلبات السوق.
تأتي معدلات التدخل البشري أيضاً ضمن الفوارق بين برامج التداول الآلي والتداول الخوارزمي، وفي النمط الأول -أي الآلي- يُبرمّج النظام بمدخلات محددة ليتم تنفيذها بشكل تلقائي، أما التداول الخوارزمي يحتاج يتيح فرصة أكبر للتدخل البشري، حيث يسمح للمتداولين بتحديد معايير محددة يتم تنبيههم عند حدوثها، أو اشتراط الحصول على موافقة قبل إتمام الصفقة،
ما هي أفضل برامج التداول الآلي؟
تتوافر العديد من خيارات برامج التداول الآلي أمام المتداولين، إلا أنها ليست متساوية من حيث مستوى الجودة والموثوقية، فمنها ما يُتوفر بصورة مجانية ولكنها تكون أقل كفاءة وأكثر عُرضة للأخطاء التقنية والفنية، ولا يمكن إغفال وجود بعض البرامج المرتبطة بأنظمة غير موثوقة، والاعتماد عليها يجعلك عُرضة لمخاطر الخداع ومحاولات الاحتيال، ونظراً لما سبق يوصى دائماً بالحرص على اختيار برامج التداول الآلي الموثوقة والآمنة، مع التأكد من فحص إعدادت الخصوصية الخاصة بها قبل البدء في استخدامها بشكل فعلي.
نعرض فيما يلي قائمة برامج أو روبوتات التداول الآلي التي لاقت انتشاراً كبيراً، وحظيت بثقة قطاع واسع من المتداولين حول العالم:
- منصة MT4 وMT5: تعد منصة MetaTrader بكلا إصداريها من أشهر المنصات التداول على مستوى العالم، تتوافر بها العديد من مقومات التميز بما يشمل تعدد الرسوم البيانية وأدوات التحليل، والعديد من المزايا الأخرى لتحسين تجربة الأداء وتحقيق أهداف التداول.
- برنامج SierraChart: يعد برنامجاً متقدماً لرسم الخرائط والتحليل الفني للأسواق المالية، ويوفر مجموعة واسعة من الأدوات والمؤشرات التي تساعد في دراسة الأسواق بدقة.
- برنامج NinjaTrader: هي منصة تداول متميزة تتيح تنفيذ عمليات التداول من خلال حساب الوسيط الخاص بك، مع إمكانية تحسين تجربة التداول عبر أدوات تحليل متقدمة.
- برنامج RoboX: أحد أفضل برامج التداول الآلي، حيث يقدم حلولاً مخصصة تتناسب مع استراتيجيات وأهداف كل متداول.
- برنامج Protrader: يعرف بكونه منصة تداول شاملة “الكل في واحد”، حيث يوفر أدوات فنية متطورة وإمكانية الوصول إلى مختلف الأسواق المالية.
ما هي أفضل شركات تدعم التداول الآلي لعام 2025؟
إليك مجموعة من أفضل منصات التداول العربية التي تضمن لك تجربة آمنة وفعّالة في آن واحد، ذلك لأنها تحمل تراخيص صادرة عن كبرى الهيئات الرقابية والتنظيمية حول العالم، بجانب تقديم العديد من الامتيازات والتسهيلات منها دعم آليات التداول الآلي، وتلك المزايا وأكثر متاحة في مقابل رسوم وعمولات تنافسية.
هل تريد فتح حساب للتداول الآلي؟
التداول الآلي يوفر لك فاعلية أكبر، ويساعدك في الاستفادة من أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة في أسواق المال. تواصل الآن مع فريق "يقين" للحصول على استشارة مجانية، والتعرف على أفضل الشركات التي تدعم برامج التداول الآلي، وتقدم من المزايا والخدمات ما يتوافق مع أهدافك ومستوى خبرتك.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب واحصل علي استشارة مجانية بكل ما يتعلق بالتداول والاستثمار. تواصل مع يقين احصل علي استشارة مجانية
شارك بتعليق