تعد نقاط الدعم والمقاومة عاملاً مؤثراً في إدارة صفقات التداول، ذلك لأنها تُمثل المستويات السعرية التي من المتوقع أن يقف عندها الأصل المالي عند الهبوط أو الصعود ومن ثم ينعكس. بناءً على ذلك فإنها تُستخدم بشكل كبير بين المتداولين لتحديد دخول الصفقات أو الخروج منها بصورة أكثر دقة، ونظراً لكل ما سبق، فإن حساب الدعم والمقاومة ورصد مستوياتها على الرسوم البيانية أحد أهم مهارات التداول المحترف.
ملخص المقال:
- يُقصد بمصطلح مستويات الدعم والمقاومة تلك المستويات المحتمل أن يرتد منها السعر عند الوصول إليها.
- يمكن تحديد مستويات الدعم والمقاومة على أي إطار زمني، ولكن تبقى الأطر الزمنية الأطول مثل اليومي والأسبوعي والشهري هي الأكثر أهمية.
- إن مستوى الدعم والمقاومة لا يكون ثابتاً على الدوام، بل يمكن أن يتم اختراقها بعد وصول السعر إليها أكثر من مرة.
- يمكن تحديد مستويات الدعم والمقاومة باستعمال المؤشرات الفنية، مثل المتوسط المتحرك والفيبوناتشي.
ما هي الدعوم والمقاومات؟
نستهل شرح الدعم والمقاومة بالتعرف على المفهوم العام لهما، ويمكننا -بشكل مُبسّط- القول بأن الدعوم والمقاومات هي المناطق أو المستويات التي من المُحتمل أن ينعكس السعر عند الوصول إليها، فعندما يصل السعر إلى مستوى دعم أو مقاومة، فإنه يقوم بالارتداد أو الخرق. مع الإشارة إلى وجود فارق بين المستوى والمنطقة، وذلك على النحو الآتي:
- المستوى: يكون محدداً بسعر معين، مثال ذلك يعتبر مستوى 50$ هو مستوى دعم السهم (X).
- المنطقة: تشتمل على عِدة نقاط وليكن المنطقة تتراوح ما بين 48$: 50$ بالنسبة للسهم (Y).
تُحدد الدعوم والمقاومات بناءً على البيانات السابقة للأسعار أو عبر خطوط الاتجاه، أو من خلال المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة، ويمكن استخدامها في استراتيجيات التداول لتحديد نقاط الدخول إلى الصفقات والخروج منها.
يُذكر أيضاً أن بالإمكان تحديد مستويات الدعم والمقاومة على كل الأطر الزمنية على الرسم البياني للأداة المالية، إلا أن المستويات التي تُحدد على الأطر الزمنية الأطول "يومياً، أسبوعي، شهري" أكثر أهمية من نظائرها المُحددة على أطر زمنية أقصر، مثل الأطر الزمنية التي تتراوح ما بين 10 : 30 دقيقة على سبيل المثال.
ما هو الدعم؟
إن القاعدة الأساسية أن سعر الأصل المالي يتحرك تبعاً للعرض والطلب، وعندما يكون السعر في اتجاه هابط، فهذا يعني أن العرض أكبر من الطلب، وكلما هبطت الأسعار أصبحت جاذبة أكثر للشراء، وعند مستوى معين يبدأ الطلب بالارتفاع (الشراء) ليفوق العرض، ومن ثم يتوقف السعر عن الهبوط، ويبدأ في الارتفاع، وهذا ما يسمى الدعم.
يجب التنويه هنا إلى أن ليس بالضرورة وصول السعر إلى مستوى الدعم، إنما قد ينعكس السعر قبل الوصول إليه بقليل، ولهذا السبب يُسمى هذا النطاق بمسمى "منطقة الدعم" كما أشرنا سابقاً.
ما هي المقاومة؟
المقاومة -كما هو واضح- عكس الدعم، أي عندما يكون السعر في اتجاه صاعد يُعني ذلك أن الطلب أكبر من العرض، إلى أن يصل السعر مستوى يعتقد المتداولين عندها أن الأسعار أصبحت مرتفعة للغاية، وفي منطقة ما يبدأ العرض بالارتفاع ليطغى على الطلب، ومن ثم تبدأ الأسعار في الهبوط، وهذا ما يسمى المقاومة.
نستدل على كيفية حساب الدعم والمقاومة للأسهم باتخاذ سهم تسلا (TSLA) مثالاً، وبالاطلاع على الرسم البياني للسهم نرى خطي الدعم والمقاومة، حيث إن خط الدعم هو الخط الذي ارتد عنده السعر وارتفع كلما وصل إليه، أمّا خط المقاومة هي الخط الذي ينخفض عنده السعر كلما وصل إليه. بناءً على ذلك يمكننا أن نحدد مستويات المقاومة لسهم تسلا وهي عند 387.74$ و401.30$ والمستوى القياسي لتسلا عند 417.05.
ما هي طرق حساب الدعوم والمقاومات؟
يمكن حساب الدعم والمقاومة بالعديد من الطرق على أي إطار زمني، وبالطبع إذا أدت جميع الطرق إلى نفس المستوى، فهذا يعد مستوى قوياً، مثل أن تؤدي كل من خطوط الاتجاه ومستويات فيبوناتشي والمتوسط المتحرك إلى نفس المستوى.
خطوط الاتجاه
أحد أكثر أشكال الدعم أو المقاومة شيوعاً هي المستويات الثابتة، مثل أن يقع مستوى الدعم للسهم (X) عند 50$ ومستوى المقاومة عند 70$، ولكن عندما يرتفع سعر السهم أو ينخفض، فإن المستويات تتغير. ففي حالة ارتفاع السعر، يتشكل خط الاتجاه الصاعد من المستويات التي يبدأ فيها السعر بالارتفاع مجدداً بعد أن هبط قليلا من الارتفاع السابق. أما في حالة هبوط السعر فيتشكل خط الاتجاه الهابط من المستويات التي يهبط منها السعر بعد أن ارتفع قليلاً.
نحتاج في هذه الحالة إلى نقطتين على الأقل لنرسم خط الاتجاه الصاعد أو الهابط الذي سيشكل مستويات الدعم والمقاومة القادمة. نرى على الرسم البياني اليومي لسهم إنفيديا (NVDA) إن السعر في اتجاه صاعد، ويشكل خط الاتجاه الصاعد خط الدعم الذي يرتفع أو يرتد منه السعر كلما وصل إليه.
مستويات فيبوناتشي
يمكن أيضاً الاعتماد على مستويات فيبوناتشي في تحديد مستويات الدعم والمقاومة المُحتملة، وكذلك نقاط الانعكاس المُحتملة التي من الممكن أن تتراجع إليها الأسعار قبل الاستمرار في اتجاهها السائد، وتعتبر مستويات 50% و61.8% الأكثر شيوعاً.
نرى على الرسم البياني لسهم لوبريف (2223) أن السعر ارتفع من 93 ريالاً إلى 153 ريالاً، ثم انخفض أو صحح بنسبة 50% من الارتفاع، وهبط إلى 123 ريالاً قبل أن يعاود الارتفاع مجدداً.
نقاط البيفوت Pivot Points
نقاط البيفوت "Pivot" هي من مؤشرات الدعم والمقاومة، وهي مستويات يتم احتسابها من بيانات أسعار اليوم السابق، وتحديداً تُحتسّب من أعلى سعر وصل إليه السهم وأدنى سعر انخفض إليه وسعر الإغلاق. إذا تحركات الأسعار فوق نقاط البيفوت في اليوم التالي، يُعتقد أن هذا مؤشر إلى استمرار المعنويات الإيجابية واحتمالية ارتفاع الأسعار.
أمّا هبوط الأسعار إلى ما دون نقاط البيفوت فهو على النقيض، أي يعتبر مؤشراً إلى أن المعنويات السلبية هي المسيطرة، وبالتبعية تزداد احتمالية هبوط الأسعار. وتساعد نقاط بيفوت على معرفة المستويات التي قد تكون داعمة للسعر أو مقاومة له، كما يستخدمها المتداول اليومي لتحديد نقاط الدخول والخسارة وجني الأرباح.
المتوسط المتحرك Moving Average
يعد المتوسط المتحرك إحدى أدوات التحليل الفني الشائعة، يستخدم لتحديد الاتجاه العام للأداة المالية، فعندما تتحرك الأسعار فوق خط المتوسط المتحرك، فهذا يعني أن الأسعار تتحرك في اتجاه صاعد، وعندما تتحرك الأسعار تحت خط المتوسط المتحرك، فهذا يعني أن السعر في اتجاه هابط. يستخدم المتوسط لأغراض عِدة منها تحديد مستويات دعم ومقاومة الأسهم ومختلف الأدوات المالية، فإذا كان الاتجاه صاعداً فإن السعر يرتد للأعلى كلما لامس خط المتوسط المتحرك، أما في حالة الاتجاه الهابط، فإنه يرتد للأسفل كلما لامس نفس الخط أي خط المتوسط المتحرك.
نرى على الرسم البياني اليومي لسهم أبل (AAPL) أن السعر يرتد للأعلى كلما لامس خط المتوسط المتحرك الأسي لمدة 12 يوماً.
ماذا يحدث عند كسر نقاط الدعم والمقاومة؟
يُحتمل أن تنكسر نقاط الدعم والمقاومة بعد أن تعود إليها الأسعار عِدة مرات، قد يحدث ذلك في المرة الثالثة، أو قد يطول حتى المرة الرابعة أو الخامسة. يجب على المتداول التفكير بالأمر كأنما يضرب حائطاً بمطرقة كبيرة، وبالطبع كلما زاد عدد الضربات زادت احتمالات كسر الحائط. كما ذكرنا سابقاً، فإن مستويات الدعم والمقاومة على الأطر الزمنية الأطول هي الأكثر أهمية، لذلك فإن تعرضها للخرق يُشكل في بعض الأحيان حركة سعرية كبيرة.
انكسار مستوى المقاومة يحوله إلى دعم في المرة التالية التي يعود السعر إليها، وكذلك الأمر بالنسبة لمستوى الدعم، أي اختراق سعر الدعم يحوله إلى مقاومة. أما عن كيفية التأكد من أنه قد تم اختراق المستويات، وفي هذا الشأن يقول "جون ميرفي" -وهو محلل فني مشهور- أن عليك الانتظار حتى تغلق الشمعة اليومية تحت مستوى الدعم أو فوق مستوى المقاومة مع حجم تداول كبير عند هذا المستوى. وقد يكون من الأفضل أيضاً انتظار أن يعاود السعر اختبار المستوى الذي خرقه، فإذا صمد فإن ذلك يعزز الاختراق.
نرى على الرسم البياني اليومي لـ(INJ/USDT) إن خط الاتجاه شكل دعماً للسعر في عدة مرات حتى تمكن السعر من اختراقه أخيراً، وأغلق شمعة يومية تحت خط الاتجاه، ثم أعاد اختبار الخط الذي أصبح يشكل مقاومة ونجح في التصدي للسعر؛ مما يعزز فرص الهبوط. هبط السعر فعلياً بشكل كبير إلى مستوى 19.04$، الذي كان يعتبر في السابق مستوى مقاومة، وبعد أن تم اختراق السعر أصبح يشكل مستوى دعم، وكما رأينا فإن السعر يعود إلى الارتفاع عند وصوله إلى مستوى الدعم عند 19.04$.
حقائق هامة حول الدعوم والمقاومات
يمكن تحديد مستويات الدعم والمقاومة في التداول على كل الأطر الزمنية. فيمكنك تحديد مستوى دعم أو مقاومة يعود تاريخه إلى عشر سنين مَضَت، ويعتبر أكثر أهمية من مستوى الدعم أو المقاومة الذي حددته من ساعات أو أيام، وعلى هذا الأساس إذا أردت تداول سهم معين على الإطار الزمني ربع ساعة مثلاً، فمن الأفضل أن تحدد مستويات الدعم والمقاومة على إطار زمني أعلى مثل ساعة.
إن الأمر هنا ليس مصادفة أو مخادعاً وتلك المستويات ليست سحراً، إنما الأمر ببساطة أن هناك العديد من المتداولين يقومون بالشيء نفسه، أي تحليل نفس المعلومات وبالتبعية فإنهم يضعون صفقات عند مستويات متشابهة.
الجانب النفسي للدعم والمقاومة في أسواق الأسهم
إن الجانب النفسي أحد العوامل الأكثر تأثيراً في مُعاملات التداول، وذلك لأن المتداول في الأساس يتحرك وفق شعورين -أو إن شئت غريزتين- هما الرغبة المُلحة في الربح والخوف الشديد من الخسارة، وهذا وذاك ينعكسان على قراراته ومن ثم أداؤه، ولهذا يوصى دائماً بضرورة التدريب على اعتياد تحييد المشاعر عند عقد الصفقات، وفيما يلي نتطرق إلى الأثر النفسي للدعم والمقاومة بشكل خاص.
نفترض هنا أن السهم (X) يتوقف سعره عن الهبوط في كل مرة يصل فيها إلى 50$، وقد لاحظ المتداولون ذلك، وأرادوا الشراء في المرة القادمة التي يصل فيها السعر إلى 50$، ولكن لأسباب ما يخرق السعر مستوى الدعم عند 50$ ويهبط إلى 40$. يُعني ذلك المتداول الذي اشترى عند هذا المستوى بدأ بالخسارة، هنا تحديداً يبدأ التأثير النفسي، نظراً لأن المتداول -كما أشرنا سابقاً- يندفع نحو لذة الربح، وينفر من ألم الخسارة.
يجب علينا الإقرار هنا -وفقاً للعديد من الأحصائيات والشواهد- أن الخوف من خسارة المال لدى الكثيرين قد يفوق الرغبة في ربحه، ومن ثم يُصبح الشيء الوحيد الذي يريده المتداول هو أن يعود السعر فقط عند 50$، وبالتالي فإن المتداولين الذين اشتروا عند 50$ يتحولون إلى بائعين عند المستوى نفسه، وبذلك المستوى الذي كان داعماً للسعر فيما سبق يصبح مقاوماً له.
أفضل شركات التداول المرخصة حسب موقع يقين
نُقيّم في موقع "يقين" شركات التداول تبعاً لعِدة معايير، تشمل بشكل أساسي التراخيص الصادرة عن هيئات تنظيمية مرموقة، ومستوى الحماية والأمان وما تقدمه الشركات من خدمات تساعد المتداولين في إدارة صفقاتهم بشكل أسهل وأكثر فاعلية، بجانب توفير فروق أسعار ضيقة وعمولات تنافسية. من أفضل شركات التداول المرخصة التي تنطبق عليها تلك المعايير ما يلي:
هل تريد المساعدة في اختيار وسيط مرخص؟
هل تريد المساعدة في اختيار وسيط مرخص يتناسب مع أهدافك المالية؟. نحن متواجدون دائماً من أجلك، لا تتردد في التواصل معنا الآن للحصول على استشارة مجانية، ومساعدتك في اختيار ما يناسبك.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب واحصل علي استشارة مجانية بكل ما يتعلق بالتداول والاستثمار. تواصل مع يقين احصل علي استشارة مجانية
شارك بتعليق