تشهد الأسواق المالية حول العالم تطورات كبيرة ومتسارعة، ساهمت في جعل الخيارات المتاحة أمام المستثمرين أكثر تعدداً، ومن بينها تبرز الأسواق الموازية كأحد أفضل الخيارات، خاصة مع ما حققته من نمو ملحوظ، كان سبباً في انجذاب قطاعات أكبر من المستثمرين إليها، وتزايد الاهتمام بها عربياً ابتداءً من 2017 بالتزامن مع إطلاق المملكة العربية السعودية سوقها الموازية "نمو".
أمام كل ذلك صار من الضرور التعمق في فهم آلية هذا النوع من الأسواق، والبداية من تبيُن الفرق بين السوق الرئيسي والسوق الموازي من حيث المفهوم والهدف، والفرص التي يوفرها للشركات والمستثمرين، وهذا ما نتناوله بشكل مفضل من خلال الفقرات التالية.
الملخص:
- الفرق بين السوق الرئيسية والسوق الموازية يتمثل أساساً في متطلبات الإدراج، لذا يختص الرئيسي بالشركات الكبرى ذات القيمة السوقية المرتفعة، بينما يقتصر السوق الموازي للشركات الصغيرة والمتوسطة.
- يدعم السوق الموازي الشركات الصغيرة والمتوسطة بتمويل مرن، ويهيئها للدخول إلى السوق الرئيسي كخطوة لاحقة.
- تُشكل أسهم السوق الموازي فرصة جيدة لتنويع المحافظ وجني عائدات مرتفعة على المدى البعيد، وذلك عن طريق الاستفادة من النمو المُحتمل للشركات الناشئة.
- تمثل الأسواق الموازية أهمية قصوى للشركات الصغيرة والناشئة، إذ تتيح لها إدراج أسهمها في السوق دون الحاجة إلى استيفاء الشروط الصارمة للسوق الرئيسية.
- إن تداول السوق الموازي عبر الإنترنت محدود نسبياً، ويرجع ذلك لأن أغلب الوسطاء يركزون على الأسواق الرئيسية العالمية.
ما هو الفرق بين السوق الرئيسي والسوق الموازي؟
تشكل الأسواق المالية حجر الأساس في حركة الاستثمار العالمي، حيث توفر مسارات متنوعة تتيح للمتداولين الاستثمار في الأصول المالية بما يتناسب مع تطلعاتهم. وتعد الأسواق الرئيسية والموازية المسارين الأساسيين لذلك، ولكل منهما متطلبات مختلفة ومميزات ينفرد بها وأهمية خاصة بالنسبة للشركات والمستثمرين.
استيعاب الفرق بين السوق الرئيسي والسوق الموازي أمراً ضرورياً لتمكين المستثمر من توجيه الاستثمارات إلى الطريق الذي يتوافق مع أهدافه، وفيما يلي نستعرض أبرز أوجه الاختلاف بين السوقين.
- إن السوق الرئيسي والموازي على السواء أسواق منظمة قانوناً وتخضع لنفس الجهات المعنية بالإشراف على أسواق المال في كل دولة، لكن الفارق الرئيسي بينهما يتمثل في معايير وشروط قبول إدراج الشركات، حيث أن السوق الموازية تكون أقل صرامة وتقدم تسهيلات خاصة تلائم الشركات الناشئة بصورة أكبر.
- تختص السوق الرئيسية -نظراً لشروط الإدراج الصارمة- بالشركات الكبرى في مختلف القطاعات، ذات القيمة السوقية المرتفعة، أما أسهم السوق الموازي فتكون خاصة بمجموعة الشركات الصغيرة أو المتوسطة.
- السوق الرئيسية هي سوق مالي مفتوح لجميع المستثمرين سواء الأفراد أو المؤسسات، ما يجعله سوقاً شاملاً مع تنوع كبير في قاعدة المستثمرين. بينما يقتصر السوق الموازي على المستثمرين المؤهلين فقط، مثل المؤسسات المالية الكبرى، والمتداولين أصحاب الخبرة نظراً لطبيعة المخاطر العالية المرتبطة به.
- يتمتع السوق الرئيسي بمستوى عالٍ من السيولة؛ بسبب وجود عدد كبير من المستثمرين وتنوع الأصول المالية، مما يسهل عمليات البيع والشراء داخل السوق. أما السوق الموازي فهو أقل سيولة نتيجة اقتصاره على شريحة محددة من المستثمرين وعدد أقل من الشركات المدرجة، مما قد يؤدي لصعوبة في تنفيذ التداولات بشكل سريع.
- يعتبر التداول في السوق الرئيسي أقل مخاطرةً بفضل استقرار الشركات المدرجة فيه والتزامها بمعايير الشفافية والإفصاح الصارمة، بينما قد ينطوي على التداول في السوق الموازي مخاطرة أعلى؛ بسبب مرونة معايير الإدراج وطبيعة الشركات التي تكون أقل استقراراً.
- يوفر السوق الرئيسي آلية أكثر شفافية ودقة لاكتشاف أسعار الأدوات المالية بفضل الحجم الضخم للتداول وتعدد المستثمرين، أما المتداولين في الأسواق الموازية ربما يواجهون شيء من الصعوبة في اكتشاف الأسعار بدقة، وذلك يرجع إلى انخفاض حجم التداولات وقلة المعلومات والبيانات المتاحة.
يمكن إيجاز كل ما سبق وتبيُن الفرق بين السوق الرئيسي والسوق الموازي بصورة أوضح وأبسط من خلال جدول المقارنة التالية.
السوق الرئيسي | السوق الموازي | |
التنظيم والإشراف | منظم بشكل كامل | يخضع للرقابة والإشراف |
متطلبات إدراج الأسهم | معايير صارمة | معايير أقل صرامة |
حجم التداول | حجم تداول كبير | حجم تداول أقل |
الشروط للتداول | متاح لجميع المستثمرين (شركات وأفراد) | يقتصر على المستثمرين المؤهلين فقط |
مستوى المخاطر | مخاطر منخفضة نسبياً | مخاطر أعلى |
نخلص من كل ما سبق إلى أن كلا السوقين -الرئيسي والموازي- أسواق رسمية ومُنظمة قانوناً، تخضع لرقابة وإشراف ذات الجهات الرسمية في كل بلد، مثال ذلك يخضع السوق الموازي في المملكة المتحدة (AIM) لتنظيم بورصة لندن، والأمر نفسه في المملكة العربية السعودية حيث تتولى هيئة السوق المالية (CMA) هي المنوطة بتنظيم السوق الرئيسية "تداول" وكذلك السوق الموازية "نمو".
يُقصد مما سبق أن السوق الموازي هو سوق مالي رسمي ومُنظم قانوناً، وهذا هو مَكمن الفرق بين السوق السوداء والسوق الموازية؛ إذ أن السوق السوداء غير مُنظمة قانوناً ولا تخضع للرقابة، أما ما يفرقه بشكل أساسي عن الرئيسي هو معايير قبول إدراج الشركات.
ما الأهمية التي يشكلها السوق الموازي للشركات والمتداولين؟
يلعب السوق الموازي دوراً مهماً في تعزيز النمو الاقتصادي عبر دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث يتيح لها إمكانية النمو والحصول على التمويل اللازم لتوسيع أعمالها. وفي الوقت نفسه يوفر للمتداولين خيارات استثمارية جديدة تساعدهم في تنويع محافظهم الاستثمارية. فيما يلي نلخص أبرز جوانب الاستفادة من الأسواق الموازية لكل من الشركات والمتداولين الأفراد:
أهمية السوق الموازي بالنسبة للشركات:
- يتيح السوق الموازي للشركات الصغيرة والمتوسطة إمكانية إدراج أسهمها داخل السوق لجذب رؤوس الأموال وزيادة نموها.
- لا تفرض الأسواق الموازية قيوداً ومتطلبات صارمة للإدراج مثل تلك التي يتم فرضها داخل السوق الرئيسي، مما يجعلها أكثر مرونة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
- إدراج الشركة في السوق الموازي يعزز من مصداقيتها وموثوقيتها ويفتح أمامها آفاق أوسع للاستثمار.
- يمهد السوق الموازي للشركات عملية الدخول إلى السوق الرئيسي، وذلك من خلال إعطائها الفرصة لتحسين أدائها والتكيف مع متطلبات الأسواق المالية.
أهمية السوق الموازي بالنسبة للمتداولين:
- يتيح السوق الموازي للمتداولين فرصة الاستثمار في شركات صغيرة ومتوسطة لها مستقبل واعد، وقد تحقق معدلات نمو مرتفعة على المدى البعيد.
- يوفر التداول في السوق الموازي للمتداولين فرصة تنويع محفظتهم، ذلك عن طريق الاستثمار في أسهم أخرى بخلاف المُدرجة في السوق الرئيسي.
- إمكانية الاستفادة من سعر سهم شركة ما وتحقيق الأرباح من خلالها قبل إدراجها في السوق الرئيسي بشكل رسمي.
- نشاط الأسهم في السوق الموازي يعتبر مؤشراً مهماً للاتجاه الذي سيتخذه السهم بمجرد إدراجه في السوق الرئيسي، وبالتالي يساعد ذلك المتداول على اتخاذ قرارات تداول مدروسة.
- يمكن للمتداولين استغلال سعر السهم ما قبل السوق -أي سعر السهم داخل السوق الموازي- والاستفادة منه في قياس حجم الطلب على سهم الشركة.
ما هو تأثير السوق الموازية على النظام المالي؟
تتضمن الأسواق الموازية -كما أوضحنا سابقاً- العديد من الفرص الاستثمارية، فضلاً عما تمثله من أهمية قصوى لقطاع كبير من الشركات، وبطبيعة الحال يكون لهذا وذاك انعكاسات عديدة على الأنظمة المالية في مختلف الدول، يمكن إيجاز أثر السوق الموازي فيما يلي:
- دعم فرص النمو للشركات الناشئة: يعتبر السوق الموازي بيئة مثالية للشركات الناشئة، حيث يتيح لها فرصة إثبات نفسها وجذب اهتمام المستثمرين، مما يساعدها على تأمين التمويل اللازم لتحقيق خططها التوسعية وتطوير منتجاتها وخدماتها بشكل فعال.
- تنويع مصادر التمويل: يساهم السوق الموازي في تنويع خيارات التمويل المتاحة للشركات، مما يقلل من اعتمادها على القروض المصرفية التقليدية، ويفتح أمامها آفاقاً جديدة لتمويل مشاريعها.
- زيادة السيولة في الأسواق المالية: يساعد السوق الموازي على تعزيز السيولة ضمن الأسواق المالية من خلال زيادة حجم الأوراق المالية المتداولة، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة الأسواق وتقليل التقلبات.
- دعم الابتكار وريادة الأعمال: يشجع السوق الموازي على الابتكار وريادة الأعمال من خلال توفير بيئة مرنة ومحفزة للشركات الناشئة.
- توفير المرونة في الأسواق المالية: يوفر السوق الموازي مرونة أكبر في متطلبات الإدراج مقارنة بالأسواق الرئيسية، مما يتيح للشركات التي لا تستوفي جميع متطلبات الادراج في السوق الرئيسية الفرصة للحصول على التمويل من خلال السوق الموازي، وبالتبعية يقلل أيضاً من الضغوط الواقعة على الأسواق الرئيسية.
هل يمكن التداول في السوق الموازي عبر الإنترنت؟
يعتبر التداول في السوق الموازي عبر الإنترنت أمراً غير شائع؛ نظراً لخصوصية هذا النوع من الأسواق، ونتيجةً لذلك قد يصعب العثور على شركات وساطة مالية تتيح الوصول المباشر للأسواق الموازية من خلال المنصات الرقمية عبر الإنترنت، بمعنى أن الأمر متاح ولكن من خلال عدد محدود جداً من مزودي خدمات التداول.
يجب التنويه هنا إلى أن قلة عدد شركات الوساطة التي تتيح الوصول إلى السوق الموازي ليس المُعيق الوحيد، إنما حتى في حالة إيجاد مزود لهذه الخدمة فإنها سوف تظل مقتصرة على المستثمرين المؤهلين دون غيرهم، كما أن الاستثمار في الأسواق الموازية يخضع لشروط خاصة لضمان الأمان والشفافية.
أفضل شركات المرخصة للتداول في السوق العالمي
نعرض فيما يلي قائمة أهم منصات التداول العربية، التي تحمل تراخيص رقابية من الفئة الأولى صادرة عن أهم هيئات الرقابة المالية، وتتيح لعملائها تنويع استثماراتهم عبر الوصول إلى أهم وأكبر أسواق المال العالمية، والتداول بفروق أسعار ضيقة ورسوم منخفضة هذا إلى جانب مزايا أخرى عديدة لتداول آمن وموثوق.
هل تريد المساعدة في بناء محفظة استثمارية متنوعة؟
هل ترغب في بناء محفظة استثمارية متنوعة؟، تضمن لك مستوى أعلى من التحوط وتساعدك في تحقيق عوائد أعلى. نحن هنا لمساعدتك في تحقيق هدفك، لا تتردد في التواصل معنا للحصول على استشارة متخصصة، واتخاذ أول خطوة حقيقية نحو تطلعاتك المالية. تواصل معنا الآن عبر الواتساب واحصل علي استشارة مجانية بكل ما يتعلق بالتداول والاستثمار. تواصل مع يقين احصل علي استشارة مجانية
شارك بتعليق